Feb 1, 2016

أربع قصائد - لوسيل كليفتون

يقولون أني متشبثة بالماضي
يقولون أني متشبثة بالماضي
كما لو أنني خلقته
كما لو أنني نحته
بيدي هاتين.
هذا الماضي كان يترصدني عند قدومي،
مثل طفلة وحشية بلا اسم
أخذتها إلى صدري بلمسة الأم
واسميتها “التاريخ”.
كبرت الطفلة
وأصبحت أكثر إنسانية الآن
تتعلم اللغات كل يوم
وتتذكر وجوهاً وأسماءاً وتواريخ.
احذروا، فيوماً ما،
سيشتد عودها وتسافر.
 
في مديح الطمث
لو أن هناك نهراً أجمل وأكثر بريقاً
من هذا الدم الأحمر مثل حافة قمر
لو أن هناك نهراً أكثر وفاءاً من هذا
الذي يعود كل شهر إلى ذات الدلتا
لو أن هناك نهراً أشجع من هذا
يتدفق ويتدفق في جيشان من الشغف والألم
لو أن هناك نهراً أعرق من هذا
طفل حواء
أم هابيل وقابيل
لو كان في هذا الكون نهراً
أو ماءاً أقوى من هذا الماء الجارف
فصلوا معي
 ليتدفق في عروق كل الحيوانات
البهية والمخلصة والعريقة والشجاعة
 
حسرات
من كان سيصدق أن لهم أجنحة
وأنهم على هذا القدر من الجمال
أو أنهم قد يقعون بشدة في حب من يفنى
يعلقون أنفسهم مثلما تركب الندوب الجلد
نسمعهم أحياناً في أحلامنا يقرعون جماجمهم
ويطرقعون أصابعهم النحيلة
يحسدوننا على شعرنا المقصف ولحم أبداننا المتبل
لقد سمعوني أتضرع همساً في كوبي يدّي
“لماذا أنا مرة أخرى؟”
لكن
من يستطيع تمييز صوت إنسان
بين كل جوقات الرغبة هذه
 
ألن تحتفلوا معي 
ألن تحتفلوا معي
بهذه الحياة التي اختلقتها
دونما شيء أحتذي به.
مولودة في بابل، امرأة وغير بيضاء،
ما الذي رأيته لأكون عليه سوى نفسي؟
اختقلت الحياة
فوق هذا الجسر
بين بريق النجم والطين.
تمسك يدي بالأخرى:
تعالوا نحتفل،
أن كل يوم
شيء ما حاول قتلي
وفشل.

* نشرت في مدونة "ختم السلطان

1 comment: